"مورينهو" ، أو دعونا نسميه "العائد" كشف أخيراً عن وجهته . صحيح هو راحل ! لكن فقط إلى بيته . أقصد هنا "بيته" الحقيقي وليس "المعنوي" ، خرج علينا الرجل صبيحة الأمس ويا ليته لم يخرج ، طبعاً أتحدث بلسان أعضاء حزب العصيان المدني .
خرج كالعادة ليطلق أعيرته النارية في الهواء، لكنه هذه المرة أضاف جملة بسيطة : " لازالت كاتماً على أنفسكم لمواسم قادمة " ، ربما ليس الخطأ خطأ الرجل ، ببساطة لأنه لم يقل شيء مباشراً قبل اليوم . قال سأذهب للمكان الذي أشعر فيه بالسعادة ، نعم لا تستغربوا فمن منا لا يشعر بالسعادة في بيته .
خلال هذا التقرير سنحاول جرد خمس أمورٍ قد تجعل أعضاء "حزب العصيان " هذا في خطر ، ما دام "مورينهو" مستمراً ، وما لم تحل المسألة بتنازلات .1- نظام مستقل : نعم هو "مورينهو" ولأنه "مورينهو" فلم يقبل بالاستقلالية بديلاً منذ أول يوم فكر فيه بالقدوم ، على الرغم من كون الريال حديث العهد على هكذا مبادئ ، لما لا و قد رحل "بلغريني" الذي أمضى موسما رائعاً ، حتى وهو ليس المدرب الوحيد للريال ، على الأقل كان على الدّكة لوحده . لكن أشباحاً كانت جالسة بدون هالة ضوء .
2- رجلُ منطق : لو لاحظنا في كل تبريراه "لمعركة" تصفية الحسابات مع أعضاء هذا الحزب أوحتى في غيرها من خرجاته، كان "المو" رجلَ منطقٍ ، "فلوبيز" مثلا يستحق مكانه . لكن عليه أن يشكر الأقدار على تواجد مدرب مثل "مورينهو" ، "بيبي" هو الأخر فقد مكانه لصالح "فاران" . الذي لا يختلف إثنان أنه الأفضل . "وراموس" رغم كونه عضواً غير منتظم بالحزب . إلا أنه يحافظ على مكانه لا وبل أعاده الحنين مرة الى مكانه الأصلي في مباراة الدورتموند.
3- خصمٌ مماطل : حتى في أحلامنا لا نتوقع من "المو" موقفا مباشراً ، أو خطوةً غير محسوبة . أو حتى تصيد خطأ إعلامي له ، نعم لأنه رجلٌ مماطل . قد يكونفي بعض الأحيان متبجحاً غير آبه. لكنه محترف مماطلة و"لف ودوران" ، وهي الأمور التي ستجعل الحزب في مواجهة نظام لا يستحي إخماد الحرب بضعة ساعات لو إدعت الضرورة . معلنا "الهدنة" دون أن ينسى تصفية معارضيه.
4- متطلبات المرحلة : "صديقي العزيز" ، أو كما يحلو "للمو" منادت "بيريز" به ، يمر بفترة تجديد ثقةٍ يحتاجها أكثر من أي وقت مضى لإتمام ما بدأ . وطبعاً وجد بجانبه صديقه العزيز ، من خلال سيناريو هيتشكوكي "ما يخرش المية" . أمرٌ سيجعل "مورينهو" في مرتبة من الدعم لم يسبق لها مثيل ، خاصة في ظل الحرب النفسية التي يشنها على "الحزب إياه " الذي لن يجد لنفسه مسانداً في ظل لعبة المبررات الواقعية "لمورينهو".
5- المشروع الكبير : ربما لو استمر "مورينهو" على قراره في البقاء حقاً ، فسيجد أي معارض له نفسه خارج الرّكب . خاصةً في ظل وجود "مشروع كبير" يجعل كل من يقف أمام موجته شيءً صغيرا مقارنة به . مشروع لم توقفه هزائم ثقيلة ، ولن يوقفه تأخير طويل . إنه "مشروع العاشرة" . ببساطة لو استقر الحزب على مسيره ، فلا محاله سيُسوق كخائن لعهد العاشرة.
لم ولن تكون هذه الأمور الخمس منزهة عن النقاش ، لكنها وبدون شك ستكون أساس وقاعدة ، بل ومنط أي حرب سيخوضها "المو" في حال بقائه ضد من لا نحتاج الإشارة إلى أسمائهم . فإما الرضوخ بدبلوماسية ستجعله يمسك وسط العصا ، أو رضوخٌ بإكراه يجعه يمسك بيد من حديد ، وما لم يغادر ففي كلتا الحالتين هو "الكسبان"كاتب الموضوع : مجدي داوود
.gif "المدير العام")
